سورة محمد - تفسير تفسير القرطبي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا ما نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ (26)}
قوله تعالى: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا} أي ذلك الاملاء لهم حتى يتمادوا في الكفر بأنهم قالوا، يعني المنافقين واليهود. {للذين كرهوا ما نزل الله} وَهُمْ مُشْرِكُونَ {سنطيعكم في بعض الامر} أي في مخالفة محمد والتظاهر على عداوته، والقعود عن الجهاد معه وتوهين أمره في السر. وهم إنما قالوا ذلك سرا فأخبر الله نبيه. وقراءة العامة {أسرارهم} بفتح الهمزة، جمع سر، وهي اختيار أبي عبيد وأبي حاتم. وقرأ الكوفيون وابن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم {إِسْرارَهُمْ} بكسر الهمزة على المصدر، نحو قوله تعالى: {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً} [نوح: 9] جمع لاختلاف ضروب السر.


{فَكَيْفَ إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ (27)}
قوله تعالى: {فَكَيْفَ} أي فكيف تكون حالهم. {إِذا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ} أي ضاربين، فهو في موضع الحال. ومعنى الكلام التخويف والتهديد، أي إن تأخر عنهم العذاب فإلى انقضاء العمر. وقد مضى في الأنفال والنحل.
وقال ابن عباس: لا يتوفى أحد على معصية إلا بضرب شديد لوجهه وقفاه.
وقيل: ذلك عند القتال نصرة لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بضرب الملائكة وجوههم عند الطلب وأدبارهم عند الهرب.
وقيل: ذلك في القيامة عند سوقهم إلى النار.


{ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (28)}
قوله تعالى: {ذلِكَ} أي ذلك جزاؤهم. {بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللَّهَ} قال ابن عباس: هو كتمانهم ما في التوراة من نعت محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وإن حملت على المنافقين فهو إشارة إلى ما أضمروا عليه من الكفر. {وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ} يعني الايمان. {فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ} أي ما عملوه من صدقة وصلة رحم وغير ذلك، على ما تقدم.

4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11